الأربعاء، 24 أغسطس 2016

غرناطيات



مدينة إسلامية

من الأشياء التي تظهر للعيان هي أن غرناطة بقيت إسلامية رغم مرور قرون عن خروج المسلمين منها، فالبناء الإسلامي المتقن والمنيع مازال مشيدا، الطرق الضيقة ، القناطر العالية، التاريخ ، كل شيء إسلامي.


أثارهم & أثارنا

أول ما يثير الإهتمام عند الدخول إلى غرناطة هو حجم الإهتمام الذي يولوه الإسبان بصفة خاصة والغرب بصفة عامة لأثار مدنهم، حيث ترى الإهتمام الكبير بالمناطق الأثارية كالقصور ، والحدائق العمومية و المتاحف، و الطرقات، الشيء الذي أعطى لهم مدن تاريخية تستقبل عدد كبير من السياح من كل بقاع العالم وتدر عليهم مداخل ضخمة يضخون بها خزائنهم.
مقارنة بأثارنا الذي يتعرض يوما بعد يوم للإهمال والنسيان،الشيء الذي يجعله مرتع السكرين و الإجرام...


تاريخنا وحاضرنا

عند الدخول إلى مدينة غرناطة يلوح في الأفق قصر الحمراء المشيد بطريقة مبتكرة والتي يوجد فيها القصبة وجنة العريف، للوصول إليه يجب أن تمر بالمدينة القديمة ، حيث الطرق الضيقة والأحياء المنشئة بعناية، هذه الطرقات أنشأت بطريقة معمارية لا تجمع الماء لذا لا تحدث فياضانات حتى وإن هطلت أمطار غزيرة،في الطريق إلى القصبة أثناء الصعود إلى القصبة تستقبلك حديقة على جانب الطريق تخترقها قناة ماء ونافورات صغيرة، عند الوصول إلى القصبة يستقبلك عدد ضخم من السياح كل مجموعة من دليلة له، أثناء التجول في المدينة والقصبة...إلخ، ترى مدى التقدم الذي وصل إليه المسلمين في ذلك العهد، ومدى الإنحطاط والخذلان الذي وصلنا إليه الآن :(


مبالغ ضخمة تدخلها غرناطة

أثناء التعرف على قصر الحمراء والقصور الأخرى وحديقة جنة العريف...إلخ، سألت الدلية عن عدد السياح الذين يدخلون يوميا إلى قصر الحمراء وجنة العريف، فأخبرتني أن العدد يصل إلى حوالي 8000 سائح، وهو العدد المسموح به فقط وإلا فإن العدد سيكون أكثر،فقمت بعملية حسابية بسيطة لمعرفة المداخيل التي يحصلون عليها منها:

ـ 8000 سائح يوميا.
ـ €39 لكل سائح.

ـ 8000  ضرب  39 = 312000 يورو في اليوم 


معالم غرناطة:

غرناطة مليئة بالمعالم والمآثر التاريخية، لعلنا نذكر منها:

* قصر الحمراء:



يُعد واحداً من أكثر المواقع أهمية في إسبانيا وأكثرها زيارة. ويتألف من منطقة دفاعية وهي القصبة، ومساكن للحكام والعامة، وقصر لخلفاء بنو الأحمر، والقصر نفسه، بالإضافة إلى حدائق منها جنة العريف. ويقع قصر الحمراء فوق هضبة صغيرة على الحدود الجنوبية الشرقية من المدينة فوق الوادي. كما أن القصر محاط بسور بالكامل ويحده من الشمال الوادي، ومن الجنوب السبيكة.

* جنة العريف:



هي حدائق ملحقة بالقصر وهي مكان استجمام وراحة أمراء غرناطة المسلمين 

قصيدة نزار قباني 

لعل أن من بين الأشياء التي أشعلت في رغبة زيارة غرناطة هي قصيدة نزار قباني التي يقول فيها:

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا      *** ما أطـيب اللقـيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهما      *** تتوالـد الأبعاد مـن أبعـاد
هل أنت إسبانية ؟ ساءلـتها         *** قالت: وفي غـرناطة ميلادي
غرناطة؟ وصحت قرون سبعة       *** في تينـك العينين.. بعد رقاد
وأمـية راياتـها مرفوعـة                *** وجيـادها موصـولة بجيـاد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني      *** لحفيـدة سـمراء من أحفادي
وجه دمشـقي رأيت خـلاله      *** أجفان بلقيس وجيـد سعـاد
ورأيت منـزلنا القديم وحجرة         *** كانـت بها أمي تمد وسـادي
واليـاسمينة رصعـت بنجومها        *** والبركـة الذهبيـة الإنشـاد
ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها     *** في شعـرك المنساب ..نهر سواد
في وجهك العربي، في الثغر الذي *** ما زال مختـزناً شمـوس بلادي
في طيب "جنات العريف" ومائها   *** في الفل، في الريحـان، في الكباد
سارت معي.. والشعر يلهث خلفها   *** كسنابـل تركـت بغيـر حصاد
يتألـق القـرط الطـويل بجيدها        *** مثـل الشموع بليلـة الميـلاد..
ومـشيت مثل الطفل خلف دليلتي    *** وورائي التاريـخ كـوم رمـاد
الزخـرفات.. أكاد أسمع نبـضها     *** والزركشات على السقوف تنادي
قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا   *** فاقـرأ على جـدرانها أمجـادي
أمجادها؟ ومسحت جرحاً نـازفاً     ***ومسحت جرحاً ثانيـاً بفـؤادي
يا ليت وارثتي الجمـيلة أدركـت       *** أن الـذين عـنتـهم أجـدادي
عانـقت فيهـا عنـدما ودعتها           *** رجلاً يسمـى "طـارق بن زياد"